بإسمك اللهم :
هناك رأيين شاذين عن علاقة السياسة والدين :
ــ فهناك من يدعي أن لاسياسة في الإسلام ، ويتهم كل الإسلاميين باستغلال الدين لأغراض دنيوية إن لم يقل شخصية ، وبهذا يكفر بكل الإسلام السياسي وهذا لجهله بالإسلام كله من القرآن حتى السيرة النبوية الشريفة حتى سيرة الخلفاء الراشدين بل والتاريخ الإسلامي كله، وأغلب هؤلاء متشبعون بالفكر العلماني الفاصل قطعا بين الدين والدولة ..أو ممن انعزلول للعبادة من بعض المتصوفة والذين يرون أن هذا الخوض إنما هو خوض في الدنيا وشهواتها من غرائز التسلط وحب التريس والسعي للجاه...لكن معظمهم لا يقول بالعلمانية بل عزلتهم تكون غالبا لأسباب تربوية محضة .
ــ وهناك من يغالي في الإصلاح السياسي حتى قوله : » الدين كله سياسة « « ومن لم يمارس السياسة فليس واع بدينه :في حين من الأصوب القول بأن السياسة منبر إصلاحي هام إذا خلصت النيات، لكنه ليس كل الإصلاح الذي أتى به الإسلام ، والإصلاح الإسلامي أكبر بكثير من الإصلاح السياسي ويحتويه جملة وتفصيلا.كما أن المسلمين ليسوا موهوبين جميعا لممارسة العمل السياسي فلكل حقل مواهبه.
ومن بين هذين التطرفين بزغ رأي ثالت يقول بكل الإصلاح الإسلامي الذي يجب أن يبدأ بالتخليق والتربية موازاة مع التنمية والتطور في كل المجالات بمرجعية دوما إسلامية وبدراسات علمية ،يبقى للسياسيين دور الجهاد على تفعيلها، ويبقى للمربين دورهم الأخلاقي كما يبقى لكل ذي مهمة منفعته الإجتماعية ..فمن غير الممكن أن يكون كل المسلمين سياسيون كما أنه من غير الممكن أن يكون كل الساسيون مربون..كما أن المحدث لا يكون فقيها إلا بشروط الإجتهاد ولا يكون مفكرا إلا بإلمامه بثقافات متنوعة ..
فالسياسة إذن جزء لايتجزأ من الإسلام لكنها ليست كل الإسلام .