من ركائز العمل السياسي :
وإن الإسلام دين يشمل كل مناحي الحياة بل وينظم كل مجالاتها ، فهناك إذن ثلات شرائع كبرى في الدين لا بد للمسلم الوعي بها وهي :
ــ شرائع تنظم علاقة الإنسان بربه
ــ شرائع تتعلق بالنفس ونظرة المسلم الوجودية في كل الكون
ــ ثم شرائع لكل الحياة الإجتماعية والسياسية والإقتصادية ..وكل العلاقات المجتمعاتية .
وبهذا بات الإسلام أسلوب حياة شامل وكامل ويغشى كل العلاقات الإنسانية ..
ولهذا بزغت على الدوام تيارات إسلامية سياسية عديدة غالبا ما ترفع شعار الإصلاح والصلاح ، لترميم كل ماهشه الفساد داخل المجتمعات الإسلامية ، ولا بد لهذا العمل ليكون إسلاميا كاملا من ثلاث ركائز :
1ـــــ النهي عن المنكر : الركيزة التي جعلت معظم الحركات الإسلامية ذات نبرة نقدية وذات موقف معارض للأنظمة القائمة ، مما زج بالعديد من الشرفاء في غياهب المعتقلات لحد الإعدام ، وذلك لأسباب عديدة منها :
ـــ تبني بعضهم للثورةوالعنف
ــ تخوف العديد من العلمانيين من نجاح الإسلاميين ديمقراطيا
ــ الضغوط الإمبريالية المكرهة للعديد من الحكام على قمع الإسلاميين
ــ الإستلاب الثقافي لجل الحكام في العالم الإسلامي
لكن رغم ذلك فمن فروض الإسلام محاربة المسلمين فرادى وجماعات لكل أنواع الفساد، ونقدهم البناء لكل الإنحرافات لحد جهادهم ضد كل أنواع المنكرات ،لأن الدفاع عن الحق دفاع في حد ذاته على الإسلام ، وتمسك بكل معاني الحق الذي هو اسم وصفة من صفات الله تعالى الذي أمرنا بقوله سبحانه : » ولتكن منكم أمة يدعون إلى الخير ويامرون بالمعروف وينهون عن المنكر ويومنون بالله »
2ــــ الأمر بالمعرف :وهو فرض لازم ايضا لإقامة الإسلام ، وهو السعي الحثيث لالتزام المجتمع بكل التعاليم الإسلامية ، فالمعروف يشمل كل أنواع البر الذي يدعو له الإسلام ..والحث على المعروف في جملة حث على قيام كل الدين من العدل في الحكم حتى الموعظة والجدل بالتي هي أحسن لإحقاق الحق وإبطال الباطل، والتواصي بالحق كما قال تعالى : »والعصر إن الإنسان لفي خسر إلا الذين آمنوا وعملوا الصالحات وتواصوا بالحق وتواصوا بالصبر » ولن يتم هذا إلا لمن صدق حقا له اليقين.
ــــ الدعوة للخير : وذلك بالعمل أولا على فعل الخير قبل نداء كل الناس به ولصالح كل الإنسانية بل والحيوانات وكل المخلوقات ، فالخير كلمة من أهم المصطلحات المعبرة على الإسلام .
ولهذا فإن كل حركة إسلامية لا تتبنى هاته الثلات ركائز تبقى قاصرة على الدعوة لكل تعاليم الإسلام السياسي .
لكن هناك من الجماعات الإسلامية من مالت لجانب دون الآخر خصوصا منها تلك التي تبنت الحقل الجمعوي مما جعل العديد منها تميل للإختصاص فهناك :
ــ جمعيات ثقافية محضة
ـ جمعيات خيرية محضة
ــ جمعيات للوعي الإسلامي
ــ جمعيات نسوية
ــ جمعيات تهتم أكثر بالشباب
ــ جمعيات طفولية
ــ جمعيات تربوية
ــ جمعيات نقابية
ــ جمعيات بيئية
ــ جمعيات مهنية
ـ ثم أحزاب سياسية..
وغيرها من الجمعيات الإجتماعية والسياسية والإقتصادية والثقافية.. »المدنية والسياسية عموما » التي يغلب عليها طابع دون آخر .وهذا الإختصاص محمود وله العديد من الإيجابيات لكن كل سلبياته تنحصر في ظن البعض أن عملهم هو الأشمل من الآخرين ، فنرى السياسي ينادي بأن السياسة هي الحل والمربي ينادي بأن التربية وحدها هي الحل وقس على ذلك ..لكن الحقيقة تكمن في تكامل كل هاته الجمعيات التي تعد جميعها أصابع ليد واحدة ، لابد لها من كف يفعلها..مما يلزم بخلق إطار واسع للربط بين كل الجماعات الإصلاحية ، وهذا لن يتأتى إلا بمشروع حضاري كامل يهتم بكل الجوانب دون أن تعميه هاته الشمولية عن الدقة في التخطيط والقوة في الربط والحكمة في الإصلاح..وبهذا يتضح أن السياسة جزء من الحل وليست هي كل الحل .لأن الحل هو الإسلام كله وهو القرآن كله وإلا فإننا سنزيد تعطيلا للعديد من آياته..
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق